أوقات الصلاة في المناطق التي لا تغيب عنها الشمس | السيد كمال الحيدري

المرجع والمفكر الإسلامي آية الله السيد كمال الحيدري عنوان الدرس : تعارض الأدلة (224) الذي ورد في الاحتجاج في خطب نهج البلاغة، الجزء الأول، صفحة (475) رقم المقطع 115، قال عليه السلام في التوحيد: دليله آياته ووجوده إثباته، ومعرفته توحيده، يعني أصل المعرفة في التوحيد، ولهذا تجدونه سلام الله عليه واقعاً عندما يبدأ في أول خطبة من نهج البلاغة قال: أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكما التصديق به توحيده، إذاً إذا أردت أن تصل إلى كمال الإيمان لابد أن تكون موحداً، ولهذا لم يجعلوا من أصول الدين إثبات وجود الله، قالوا من أصول الدين التوحيد؛ لأن إثبات وجود الله مفروض على الفطرة، (أفي الله شك فاطر السماوات والأرض)، (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله). تعالوا إلى الجملة اللاحقة، يا أمير المؤمنين أنت أوصلتنا إلى أنّ أصل المعرفة هي التوحيد، طبعاً هذا في كلمات كل أبناءه والعترة الطاهرة أشاروا إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح، قالوا ولا ديانة إلا بعد المعرفة، ولا معرفة إلا بالتوحيد، التوحيد أصل الديانة المعرفة، وأصل المعرفة التوحيد. جملة واحدة وأختم حديثي، قال: وجوده إثباته ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه، إذا أردت أن تكون موحداً تقول الخالق هو عين المخلوق والمخلوق عين الخالق، ميّز الخالق عن المخلوق. قال: وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة، لا تقول وجودان متباينان؛ لأنه يصبح بينونة معزولة أحدهما عن الآخر، وهذا هو الذي الآن عموم فكرنا الأصولي والكلامي والفقهي كله قائم على أن البينونة بينوة عزلة، يعني أحدهما معزول عن الآخر، كلاهما وجود في نفسه، ولكن أحدهما خالق والآخر مخلوق، الإمام يقول لا، وحكم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة، الإمام الرضا قال: هو عنها بائن أو ليس عنها بائن؟ ليس عنها بائن، يعني ليس معزولاً عنها، وهذا هو المعنى الحرفي، وهذا هو معنى التعلق والارتباط، عين الارتباط بالله. ومن هنا ادخلوا إلى الروايات الواردة عن الأئمة داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة، لا أنه أحدهما غير الآخر داخل في الأشياء لا كدخول شيء في شيء خارج عنها لا كخروج شيء عن شيء، إذا خرج عنها كخروج شيء عن شيء ما هو لازمه؟ يوجد في أفعاله له مثله؛ لأنه هذه ليست هكذا، إذاً هذه النظرية وهي نظرية أن البينونة بين الخالق والمخلوق ليست هي بينونة العزلة. كونوا على ثقة أن العرفاء لم يقولوا هذا إلا في الوحدة الشخصية، ولكن المشكلة في أولئك الذين افتوا عن جهل وعدم علم، بما يقول العرفاء، قالوا بأن العلاقة بين الله وبين خلقه ليست علاقة بينونة عزلة، يعني أنكروا الخالق لا كيف ننكر المخلوق، كيف ننكر السماوات والأرضين والأنبياء والجنة والنار، ولكن العلاقة بينها وبين خالقها بينونة عزلة أو بينونة صفة؟ بينونة صفة لا بينونة عزلة.