صلاح الدين بن إبراهيم مقدمِّة معظِّمة لناقة الله وفضح الدجال

أما الآية التي نحن بصددها ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾, فيظهر أنه شيء عظيم آخر, استنفر الملائكة, واستثار سؤالها واهتمامها, فما هو؟. ولا بدّ قبل كل شيء, أن نلفت وننبّه, إلى العلاقة الظاهرة المفروضة, بين الفساد وسفك الدماء, وبين الأسماء!, فما عليه أكثر المفسرين, لا يطّرد أبداً مع هذين المتعلّقين!, بل يتناقض معهما أيما تناقض, فـالأسماء عندهم أول لازم للعلم؛ والعلم عندهم, أول لازم لـالإعمار والخلافة, بينما الأسماء من سياق الآيات, متعلّق الفساد والدماء, فانتبه!. وإذا رفضنا التأويل المشهور لاضطرابه مع السياقين السابق واللاحق, وجب علينا نحن -إن تقدمنا بفهم ما-, أن نأتي بتأويل مضطرد يسد خلل اضطراب التأويل الأول. فأيّما فهم مطروح, وجب أن يأخذ بأطراف السياق والدلالات والمقاصد, ليشدها جميعا بعضها إلى بعض, لنخرج بصورة متسقة من أولها إلى آخرها. Category: