حصريا شاهد لأول مرة " رضوان الرمضاني " يكشف ثروته

لماذا ظل الأمير مولاي عبد الله، الابن الأصغر للملك محمد الخامس وشقيق الملك الحسن الثاني، مغيبا من التاريخ المغربي الرسمي كأنه لم يكن موجودا؟ وما هي أسباب هذا التغييب رغم استدامة ظهوره على الصورة، سواء في عهد والده أو في عهد أخيه؟ ولماذا لا أثر له في مجريات تاريخ المغرب المعاصر؟ فهل كان مجرد متفرج ومحايد، لا يهمه أمر بلده ومستقبله؟ الأمير الوسيم الأمير مولاي عبد الله، هو الابن الأصغر للملك محمد الخامس، ولد سنة 1935 وتوفي سنة 1983، أخ الملك الحسن الثاني وعم الملك محمد السادس، تزوج الأميرة لمياء الصلح المنحدرة من العائلة الأميرية اللبنانية الذائعة الصيت، عائلة الصلح، وهي نجلة رياض الصلح، الوزير الأول اللبناني، أنجبت الأمير مولاي هشام والأمير مولاي إسماعيل والأميرة لالة زينب تعرض الأمير مولاي عبد الله لأكثر من مؤامرة، ساهم في حبك خيوطها مغاربة وأجانب لتسميم علاقاته مع شقيقه الملك الحسن الثاني، حيث عمل عسكريين ومدنيين كل ما في وسعهم لإبعاد الأمير مولاي عبد الله عن شقيقه الملك الحسن الثاني، لاسيما في الفترات العصيبة التي اجتازها المغرب، وكانت لمحاولات هؤلاء انعكاسات وخيمة، ليس على علاقات الشقيقين فقط، وإنما كذلك على المسار الذي سارت عليه البلاد. جند الجنرال أوفقير، وبعده الجنرال الدليمي، بعض عناصر المخابرات الموالين لهما، للعمل على تسميم العلاقات بين الشقيقين، الملك وأخوه الأمير، وفعلا، نجحوا مرارا في محاولتهم إذ لم يتركوا فرصة إلا وحاولوا استغلالها لقد دأب الجنرال أوفقير على اختلاق الأحداث والمواقف لتأليب الملك الحسن الثاني على أخيه الأمير مولاي عبد الله، لاسيما منذ الستينيات إلى حدود لقاء حتفه في غشت 1972. وحسب أكثر من مصدر وظف الجنرال محمد أوفقير جملة من رجاله وعملائه لمحاولة تشويه صورة الأمير سواء في الداخل أو الخارج الأمير مولاي عبد الله كان دائما يعتبر أن الضمانة الأساسية لاستمرارية استقرار الملكية بالمغرب هي اعتماد إصلاحها باستمرار، وهذا ما عبر عليه بجلاء، بعد وفاة الأمير مولاي عبد الله، نجله الأمير مولاي هشام كان الامير الوسيم على علاقة بالحركة الوطنية حتى بعد الاستقلال واستمرت حتى حين التحق بعضهم بالمعارضة . استغل الجنرال محمد أوفقير وأتباعه الفرصة وجندوا عناصرهم وأعدوا تقارير بخصوص لقاءات الأمير مع جملة من السياسيين وقادة الأحزاب وضمنوها تخريجات تسيء للأمير قصد تأليب الملك عليه، الشيء الذي ساهم في توتر العلاقة بين الشقيقين، الملك والأمير، لاسيما وأن ذلك حدث في وقت كانت فيه الأحوال سيئة بالبلاد والجو متوتر بين الملك والمعارضة. وفي هذا الصدد أكدت بعض المصادر أن الملك الحسن الثاني قال لأخيه الأمير يوما ما معناه، أنه لو وقف في طريقه بجانب أعدائه سيقتله من نقط الخلاف بين الأخوين (الملك والأمير)، الدعم العربي الذي كان يحظى به هذا الأخير ومحاولته الحثيثة للدفع لربط مصير المغرب بالشرق الأوسط، وهذا طبعا ما لم يكن في حسبان الملك الحسن الثاني، إذ كان يستبعده في مختلف استراتيجياته واختياراته ومن مؤشرات الاختلاف في المواقف بين الشقيقين، الملك والأمير، الروابط مع الأمازيغ، إذ أن الحسن الثاني كان أقرب إلى الأمازيغ من أخيه الأمير مولاي عبد الله، وفي هذا الإطار مكن الملك المحجوبي أحرضان من وزارة الدفاع والأمن كان الأمير مولاي عبد الله ضحية للشلة المحيطة به من الأصدقاء، إذ أن الكثيرين منهم أساؤوا إليه باستغلال اسمه والقرب منه، دون علمه، لخدمة جملة من مصالحهم الذاتية، وأحيانا كثيرة، كانت مصالح دنيئة، مستغلين طيبوبته.