تعرف على فن الدعوة مع فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني

{ 2 } { تقسيم أعمال الدعوة والتبليغ من حيث الزمان والمكان } أولا : الأعمال المحلية ( المقامية ) وأهميتها : 2- التعليم المحلى وموضوعه : إن التعليم هو أول الأمور المحلية ، وموضوعه ، هو : ( أن يقوم كل مسلمة ومسلمة بتحصيل العلوم الدينية التى يحتاج إليها فى حياته اليومية ) . ونظرا لأهمية التعليم حدد الشيخ / محمد إلياس موضوعه ومنهجه حيث كان يعتقد - رحمه الله - أن معرفة الموضوع والغرض والغاية منه هو أمر لابد منه قبل البدء فيه ، لأنه إذا غفل الإنسان عن الموضوع فقد يخطىء فى الأمور الأساسية القائم عليها أو يقع فى الإفراط أو التفريط . ومن ثَمَّ فقد بين الشيخ جميع مشتملات تلك الأعمال ولم يترك أية ناحية إلا وقد وضع لها القواعد والمناسبة حسب احتياجات المدعوين ، بل إنه قام بشرح كل ما اختاره لهذا المجال ، مع التدريب الكامل لزملائه وتلاميذه حتى لا يحتاج أحد للآخرين أو يلفت نظره إلى النظم الأخرى . وقد اعتقد الشيخ / محمد إلياس أنه إذا كان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، فلابد من إعداد نظام شامل حتى يتمكن كل فرد من متابعته والسير عليه بكل سهولة ، وتكون هناك لائحة عمل تقدم للعامة وتدعوهم إلى التمسك بها ، شريطة أن تكون تلك اللائحة يسيرة للغاية يستطيع أن يفهمها الجميع. ونظرا لهذا الأمر قام الشيخ محمد إلياس بتقديم لائحة نموذجية سهلة للغاية معتقدا أنه لو انتشرت وتمسك بها أفراد الأمة لقضى على الجهالة على مستوى الأمة الإسلامية جمعاء . وقد قسم الشيخ / محمد إلياس هذه اللائحة ( التعليمية ) إلى قسمين وأطلق عليها ( الشكل الفردى ) و ( الشكل الجماعى ) ، وبيانها كالاتى : الشكل الفردى : إن الشكل الفردى هو أن يقوم كل مسلم ومسلمة ببدء الجهود للحصول على التعاليم الدينية لما يحتاجه فى حياته اليومية ، حتى يتعرف على جميع الأمور اللازمة مثل : العبادات والمعيشة والمعاملات والأمور الإجتماعية وغيرها المطابقة للكتاب والسنة . الشكل الجماعى : هو أن يقوم كل مسلم بمدارسة فضائل الأعمال حتى ينشأ ويرسخ فى الناس التشوق إلى الأعمال الدينية وفكر الآخرة واليقين فى ذات الله سبحانه وتعالى . ولقد شرح الشيخ / محمد يوسف الكاندهلوى منهج أبيه الشيخ م محمد إلياس الكاندهلوى فى هذا المجال فقال : ( إن تغطية الحوائج العلمية فى الأمة تحتاج إلى أمور كثيرة ومن أهمها : 1- إيجاد رغبة السماع للعلوم الدينية لدى المسلم .- وذلك لغير الراغبين فى تحصيل العلوم الدينية -. 2- تقوية روح الإستماع وازدياد الإحساس بها - وذلك للراغبين فى تحصيل العلوم الدينية - . 3- إيجاد روح التلقين والتعليم - وذلك للمتعلمين الذين لا يرغبون فى تعليم الناس _ . 4- الترغيب إلى التحمس القوى للتلقين والتعليم - وذلك لمن يرغبون فى تعليم الناس ولكنهم مرضى الكسل والإهمال - . ) . ويقول الشيخ / محمد يوسف الكاندهلوى أن الشيخ / محمد إلياس رحمه الله كان يؤكد على ضرورة التمسك بهذين الشكلين - الفردى والجماعى - بصورة دائمة وفى كل مكان وزمان ، حتى تروج تلك الأعمال فى كل مكان على الدوام ، فى السفر والحضر على السواء . وقرر الشيخ / محمد إلياس أن يبدأ التعليم بالفضائل قبل المسائل حيث إن الفضائل تؤدى إلى معرفة قيمة الأعمال وأجرها وثوابها ، أما المسائل فهى الوسيلة لمعرفة سبل أداء تلك الأعمال . فتقديم تعليم الفضائل على تعليم المسائل فى التبليغ هو حتمية هامة لأن الأمة الإسلامية لا تقدر اليوم قيمة الأعمال الدينية ، وبذا نجد عدم الرغبة فى الأعمال الصالحة وعدم اليقين فى الوصول بها إلى السعادة ، فكان من اللازم أن تكون مذاكرة الفضائل بصورة جماعية ، قبل كل شىء ، نظرا لتلك الظروف التى تمر بها الأمة الإسلامية . ومن المعروف أن الأعمال لا تصلح ، ولا يمكن تصحيحها إلا بتعليم المسائل ، كما أنه من المعلوم - أيضا - أن تعليم الفضائل ليس مقصودا لذاته وإنما هو وسيلة للرغبة فى تعلم المسائل والعمل بها ، وقد وجب تعليم المسائل نظرا لأهميتها الأساسية وإلا فلن ينال الهدف منها مطلقا لأنه حتى لو تجسدت الرغبة فى الأعمال بالفضائل فلا يمكن القيام بالأعمال دون المسائل . لمزيد من القراءة اضغط على الرابط: ⬇⬇⬇ https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=858709897565357&substory_index=0&id=488300704606280