سورة الواقعة / عبد الباسط عبد الصمد

فضل المعوذات ثبت في فضل المعوذات أحاديث، منها ما يأتي: أولا:المعوذات شفاء ويستشفى بها عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلی الله علیه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث،فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه،وأمسح بيديه رجاء بركتها))([1]). ثانیا: يتحصن بها المسلم عند النوم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلی الله علیه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما ] قُلْ هُوَ الله أَحَد [، و] قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق [، و ] قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس [ ثم يمسح بها ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات))([2]). ثالثا: مما يدل على فضلها أمر النبي صلی الله علیه وسلم بقراءتها دبر كل صلاة. عن عقبة بن عامر رضی الله عنه ، قال: ((أمرني رسول الله صلی الله علیه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة))([3]). رابعا: من قرأها في الصباح والمساء كفته من كل شيء. عن عبد الله بن خبيب رضی الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلی الله علیه وسلم يُصلِّي لنا، قال: فأدركته فقال: ((قل))، فلم أقل شيئاً، ثم قال: ((قل))، فلم أقل شيئاً، قال: ((قل ))، فقلت: ما أقول؟ قال: ] قُلْ هُوَ الله أَحَد [ والمعوِّذتين حين تمسي، وحين تصبح - ثلاث مرات - تكفيك من كل شيء))([4]). وهذه الأحاديث الثلاثة وترجمة البخاري رحمه الله بقوله:((باب فضل المعوذات)) تدل على أنه يطلق اسم المعوذات على سورة الإخلاص والمعوذتين،كما أشار الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى ذلك في فتح الباري([5]). خامسا: المعوذتان لم يُرَ مثلهن. عن عقبة بن عامر رضی الله عنه ، قال: قال رسول الله صلی الله علیه وسلم: ((ألم تر آيات أُنزلت الليلة لم يُرَ مثلهن قط: [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق ] ، و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس ]، ([6]). سادسا: ما تعوَّذ مُتعَوِّذٌ بمثلهما. عن عقبة بن عامر رضی الله عنه ، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلی الله علیه وسلم بين الجحفة وأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلی الله علیه وسلم يتعوّذ: [قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق ] ، و: [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس ]، ويقول: ((يا عقبة تعوذ بهما فما تعوّذ متعوذ بمثلهما ))، وقال: وسمعته يؤمُّنا بهما في الصلاة([7]).