مساء dmc - اللواء محمد ثروت: الحشيش يأتي لمصر من لبنان والمغرب والهيروين يأتي من أفغانستان وإسرائيل

يجاهر نوح زعيتر اللبناني المطلوب للعدالة بمئات الجرائم بأنه يزرع القنب الهندي ويتاجر به، لكنه يؤكد أن ذلك لم يكن خيارا، بل فرضته الظروف في بلدته الصغيرة الواقعة في شرق لبنان. ويتنقل زعيتر (37 عاما) الذي يربط شعره الطويل ويرتدي الجينز الضيق وحذاء رعاة البقر الأمريكيين في قريته محاطا بحراسه الشخصيين. وهو يعتبر من بين أبرز مزارعي المخدرات والمتاجرين بها، البالغ عددهم نحو 50 في منطقة البقاع (شرق) الخارجة معظمها عن سلطة القانون؛ حيث يفلتون من العقاب بشكل شبه تام. ويشكل اسم هذه المنطقة منذ سنوات عدة، مرادفا لزراعة المخدرات والاتجار بها. محمد شماس مزارع من الكنيسة يصف زعيتر بأنه "شخص كريم" ويؤكد أن موقف السلطة منه "غير منصف". ويقول "يتهمونه بكل أمر سيئ يقع في المنطقة، ولكن لولاه لما تمكن البعض من البقاء أحياء". يشار إلى أن البقاع شكل لفترة طويلة أرضا خصبة لزراعة المخدرات، وازدهرت هذه التجارة خلال الحرب الأهلية (1975-1990) حين كانت سوريا تسيطر على لبنان مع مداخيل تصل إلى ملايين الدولارات. وبعد عام 1990 تراجعت هذه الزراعة في إطار الضغوط الدولية التي بذلت للقضاء عليها الممنوعات، ثم استعادت بعض نشاطها في العامين الماضيين بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي. ويعزو المقدم عادل مشموشي رئيس مكتب مكافحة المخدرات ذلك إلى "الوضع السياسي المهترئ" ويقول "في السنتين الماضيتين ازداد الإنتاج بشكل ملحوظ بسبب الأوضاع". ويقدر مشموشي مساحة الأراضي التي زرعت هذا العام بالقنب والخشخاش بحوالي 3500 هكتار مربع (حوالي 35 كلم مربع). ويتراوح سعر الكيلوغرام من حشيشة الكيف بين 300 و400 دولار، فيما يتراوح سعر كيلوغرام الهيروين بين 9 و10 آلاف دولار. ويصدر الإنتاج إلى الخارج أو يصرف في السوق المحلية. ويقول مشموشي "لا يمكننا القيام بشيء. قانون العشائر هو السائد في منطقة البقاع والأوضاع السياسية غير مستقرة. لا يمكننا تعريض عناصرنا لخطر"، ويضيف "أمثال زعيتر يعتقدون بأنهم فوق القانون. سيأتي يوم يقبعون فيه وراء القضبان (...) يوما ما سنتمكن من ملاحقتهم". ويتطلب سرد التهم في حق زعيتر صفحات طويلة ومنها تجارة المخدرات وتهريبها سرقة السيارات الإرهاب تجارة السلاح ترويج عملات مزورة خطف وحجز حرية.. كذلك هو مطلوب من الإنتربول. ويقول زعيتر الذي كان يحلم بأن يصبح ضابطا في الجيش "لا تسألوني كيف لم ينجحوا في القبض علي حتى الآن، اسألوني لماذا لم ألق أنا القبض عليهم"، ويضيف بسخرية "التجارة بحشيشة الكيف جريمة، لكن بيع الدولة وقتل المواطنين وإبقاءهم جياعا ليس جريمة! (...) في هذه الحال سأبقى بكل فخر أكبر المجرمين.