من هو السفيانى ؟ وما يكون بينه وبين المهدى المنتظر وهل هو موجود ؟(الرواية الصحيحة)

ظهور السفياني من واد اليابس ومعركته مع الإمام المهدي المنتظر والخسف بجيشه | علامات الساعة شخصية السفياني عند أهل السنة: أمَّا عن شخصية السفياني فهناك أكثر من حديث بعضها صحيح وبعضها غير صحيح، ونقتصر على ما يغني ذكره، ومنها: " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشقق وعامة من يتبعه من كلب فيقتُل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعةة ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيصير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم» . وما جاء عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " «يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسا حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة حتى يدخلوا أرض خراسان وتقبلل خيل السفياني في طلب أهل خراسان ويقتلون شيعة آل محمد بالكوفة ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي». فشخصية السفياني مشتركة بين المَهْدِيّين أتباع اليماني الشِّيَعة وعموم الشِّيَعة وبين أهل السنة، لكن المَهْدِيّين والإِمَامِيَّة يقولون بأنه من بني أمية، بل كما سبق أنهم حددوا اسمه عثمان بن عنبسه، وإذا كان في بعض الأحاديث روايات تحدد السفياني، فلعلماء أهل السنة فيها كلام، فقالوا: "ثم إن السفياني الذي جاء ذكره في حديث أبي هريرة وأنه يخرج في آخر الزمان عند خروج المهدي لا يلزم أن يكون من بني أمية ومن ذرية أبي سفيان لأنه لم يأت في حديث، أبي هريرة تصريح بذلك، بل قد يكون من غيرهم". من هو السفياني؟ يوصف السفياني عند أهل السنة، بأنه: "رجل ضخم الهامة بوجهه آثار الجدري، بعينه نكتة بيضاء" . وذكر الإمام القرطبي له اسمين، فقال معلقاً على إحدى الرويات: "ثم إن عروة بن محمد السفياني يبعث جيشاً، ثم أتى برواية جاء فيها: واسمه عتبة بن هند، جده معاوية، ولم يَرَ صحة الأخير". فإذا كان السفياني محدداً عند الإِمَامِيَّة ومعروفاً اسمه ونسبه، وعند المَهْدِيّين ربما يكون شخصاً أو عدة أشخاص سيظهرون في شهر رجب، وليس في ذلك كله دليلاً على صحة ما زعموه، لكنها مزاعم بُنيت على روايات، وأن السفياني علامة من علامات المهدي في آخر الزمان، وسيكون خروجه في الشام، ويحاول قتال المهدي، لكن سيخسف به بالبيداء، ويأتي الخلاف المتأصل بأن مهدي الشِّيَعة غير مهدي أهل السنة، وعليه فالسفياني الذي سيخرج سيبارز محمد بن الحسن العسكري عند الشِّيَعة، أما عند أهل السنة فالسفياني سيخرج لمبارزة الإمام المهدي الذي يعتقده أهل السنة. إن من الواضح أن السفياني ليس شخصاً وإنما سيكون قائداً لجيش اختلف العلماء في تعداده، فقد ذكر الإمام القرطبي في (التذكرة) ما ملخصه: "أن السفياني يبعث جيشاً إلى الكوفة خمسة عشر ألف فارس، ويبعث جيشاً آخر فيه خمسة عشر ألف راكب إلى مكة والمدينة لمحاربة المهدي ومن تبعه، فالجيش الأول يصل الكوفة ويتغلب عليه ويسبي من فيها، ثم يرجع فتقوم صيحة بالمشرق، فيتبعهم أمير يقال له شعيب بن صالح من بني تميم، فيأخذ ما معهم ويرد إلى الكوفة، والجيش الثاني يصل إلى مدينة رسول الله يقاتلونها ثلاثة أيام، ثم يدخلونها عنوة ويسبون ما فيها، ثم يتجه إلى مكة لمحاربة المهدي، فإذا وصلوا إلى البيداء مسحهم الله أجمعين" . وعليه: فإنه يمكن القول بأن السفياني هذا، في حقيقته جيش بقيادة رجل يدعى السفياني، وليس شخصاً واحداً، وإنما سيكون له أتباع، وهو قائدهم، ليحارب الإمام المهدي، لكن يُخسف به في البيداء. موقف أهل السنة من هذه الشخصيات: اليماني والسفياني والخراساني والنفس الزكية: إن بعض هذه الشخصيات لها ذكر عند أهل السنة ورويت بطريق صحيح في أحاديث رسول الله، والبعض شخصيات تكاد تكون وهمية، لكن الشِّيَعة جعلوا منها هالة، والبعض متعارف عليه عند أهل السنة والشِّيَعة لكنه الاشتراك اللفظي، فالمتعارف عليه فقط هو الاسم، لكن المضمون مختلف بينهما، وسيظهر ذلك واضحاً.