المغرب - المقبرة السرية الجماعية التي دفن فيها رأس الشهيد المهدي بن بركة PF3

لم يكن يهدأ ل"مي البتول " بال ولم يغمض لها جفن وهي تعلم ان شبابا في عمر الزهور يقبع وراء القضبان . قادت مع "امي السعدية" ام الشهيد "بوبكر الدريدي" نضالات قوية لعائلات المختطفين والمعتقلين السياسيين بالمغرب لتلتحق "مي رقية" ام الشهيد "عبدالحق شباضة" بالمعركة ومجموعة كبيرة من الامهات والاباء الذين يشهد لهم التاريخ جميعا بانهم ملح هذه الارض وعرقها النابض من أجل ان ينعم شعبنا بحريته . نستمع الى شهادة المرحومة "مي البتول تراوات " أم الشهيد "مصطفى بلهواري"و هي شهادة مقتبسة من جلسات الاستماع العمومية . أمي البتول تحكي عن معانتها التي بدأت مع الاضرابات الجامعية لسنة 1981 لتشتد مع الانتفاضة المجيدة لهذه السنة .. تحكي عن التعذيب والمطاردات عن حصار العائلة والمضايقات .. تحكي تفاصيل مطاردة ابنها الشهيد " بلهواري مصطفى" . عن انتفاضة يناير 1984 وطرد زوجها من العمل وعن النضال المرير لعائلات المعتقلين السياسيين . عن اعتقال أحد إخوة الشهيد واعتقال المرحومة البتــــول نفسها وزوجها من أجل الضغط على ابنها كي يسلم نفسه لأجهزة البوليس . عن تسليم الشهيد "مصطفى بلهواري" لنفسه و نقله على التو انذاك إلى المعتقل السري السيئ الذكر "درب مولاي الشريف " حيث قضى به أزيد من شهر ، ليحال بعد على محكمة الاستئناف بمراكش التي قضت في حقه ب 10 سنوات سجنا نافذة . اضطر مع باقي المعتقلين من نفس المجموعة، إلى خوض إضراب لا محدود عن الطعام لتحسين وضعيتهم بسجون العار . لتحرم "مي البتول" وكل العائلات من زيارة فلذات اكبادهم . وكان النظام القائم يرمي من وراء هذا الحرمان الضغط على العائلات من أجل ان يوقف ابناءها المعتقلين السياسيين هذا الاضراب الذي تعمقت شوكته في حلقه مع الضجة الاعلامية بالخارج والداخل . وبقيت "مي البتول" من دون رؤية ابنها منذ دخوله في الإضراب عن الطعام ، حيث لم تتمكن من القاء النظرة التي لم تكن تعلم بانها ستكون الاخيرة الا بعدما هزل جسمه وتدهورت صحته بشكل خطير وكان ذلك ثلاثة أيام قبل الاعلان عن استشهاده يوم 28 غشت 1984. الرحمة لامي البتول والمجد والخلود لشهداء شعبنا والحرية الفورية لجميع المعتقلين السياسيين ببلادنا والنصر للشعب . عبدالمالك