كارثه تهدد العراق اخطر من قنبله نوويه‬‎ .....شاهد للنهايه 2017

قال المهندس العراقي “نذير الأنصاري” الذي شارك في بناء سد الموصل الذي يتآكل يوميًا إن “انهيار السد سيكون أسوأ من إلقاء قنبلة نووية على العراق”. ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عن الأستاذ في قسم الهندسة البيئية بجامعة لوليا بالسويد، أن انهيار السد “مسألة وقت”، وسط تحذيرات غربية تواترت عبر تقارير ووسائل إعلام تحذر جميعها من كارثة تهدد العراق. ولعله ليس بالأمر الجديد أن يتم التحذير من انهيار أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط، والذي بُني عام 1983 على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل، لذا وجب حقنه بالخرسانة بشكل دوري لضمان عدم انهياره، وقد بدأت هذه العملية في منتصف الثمانينيات. مشكلة السد ليست جديدة، بل تعود إلى أخطاء في تأسيسه، وهو الأمر الذي فصّله المهندس نظير الأنصاري في حلقة برنامج “الواقع العربي” التي بُثت في 28 يناير 2016 بالقول: “إن السد أنشئ في 1984، وعند ملئه بالماء عام 1986 بدأت المشاكل تظهر بسبب أخطاء تصميمية”. وأضاف: “الأمريكيون نشروا سابقًا أكثر من تقرير عن انهيار السد، ودراسة خبراء عراقيين كشفت وجود بالوعات عمقها 15 مترًا، وبحيرة السد تضغط على الشقوق وتسرع إذابة الصخور الكلسية”. خطورة السد المقام على نهر دجلة تكمن في البحيرة التي تبلغ مساحتها (417) كيلو مترًا مربعًا وتخزن ما يصل إلى (11) مليار متر مكعب من الماء. هذا الخزان الهائل يمكن أن يُحدث “فيضانًا بارتفاع يصل إلى 14 مترًا يمكن أن يكتسح كل شيء في طريقه، الناس والسيارات والذخائر التي لم تنفجر والنفايات والمواد الخطرة الأخرى، بل يمكن أن تتعرض مراكز سكنية ضخمة للخطر”، بحسب بيان أصدرته البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة في 10 مارس 2016. وأضاف بيان سامانثا باور رئيسة البعثة أنه يجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الاستعداد لمحاولة منع ما قد يكون كارثة إنسانية ذات أبعاد واسعة. وجاء في البيان أن ما بين 500 ألف و1.47 مليون عراقي تقريبًا يعيشون في المجرى الذي سيسلكه الفيضان. الآثار التدميرية المحتملة لانهيار السد دفعت إلى التحذير من احتمال استخدامه من قبل أحد أطراف الصراع كأداة انتقام. “كيث جدونسون” الخبير في صحيفة “فورين بوليسي” قال: “بعض التقارير أشارت إلى إمكانية أن يعمد أحد طرفي الصراع إلى تدمير السد في لحظة الشعور بالهزيمة”. تقرير “فورين بوليسي” أشار إلى أنه في حال تم تدمير سد الموصل فإن المدينة ستغرق خلال ساعات، وأن المياه يمكن أن تغرق بغداد أيضًا، حيث من المتوقع أن يصل ارتفاع المياه في بغداد إلى 15 قدمًا. الجانب الأمريكي اكتشف هذه الحقيقة مبكرًا، حيث كان سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي قد توصل في شهر أيلول 2006 إلى أن السد يمثل خطرًا لا يمكن قبوله، وقد أصدر سلاح الهندسة في وقتها تقريرًا قال فيه: “فيما يتعلق باحتمال تآكل أسسه، يعتبر سد الموصل أخطر سد في العالم، حيث إن خللًا صغيرًا قد يؤدي إلى نتائج وخيمة”. وقد نصح القادة العسكريين الأمريكيين بنقل معدات وحداتهم بعيدًا عن السهل المحيط بنهر دجلة قرب الموصل بسبب مخاطر انهيار السد. هذه المعلومات الخطيرة دفعت القائد الأمريكي الأعلى في العراق آنذاك الجنرال “ديفيد بتريوس” والسفير الأمريكي ببغداد “رايان كروكر” إلى تحذير رئيس الوزراء العراقي السابق “نوري المالكي” عبر رسالة جاء فيها: “إن انهيار سد الموصل سيؤدي إلى فيضان مدمر يشمل حوض نهر دجلة بأكمله حتى مدينة بغداد، وفي أسوأ الأحوال، قد يؤدي انهيار سد الموصل عندما تكون البحيرة التي خلفه في أعلى منسوب لها إلى أن تضرب مدينة الموصل أمواج قد يبلغ ارتفاعها 20 مترًا، مما سيؤدي إلى خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات”. وحذر تقرير “الإندبندنت” من أن انهيار السد سيتسبب بغرق قرابة مليون ونصف مليون إنسان، فضلًا عن أنه سيشكل كارثة لملايين آخرين، بعد أن يترك مدنًا أخرى بلا طعام أو كهرباء. وأضاف: “بحسب دراسة صدرت عام 2015 من مركز العلوم التابع للمفوضية الأوروبية، فإنه في حال حصل اختراق جزئي للسد، وبما نسبته 26%، فإن ذلك سيطلق العنان لسيل له أبعاد كارثية”، مشيرًا إلى أن المركز حذّر من أن موجة المياه قد تصل إلى نحو 30 مترًا، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى ابتلاع مدينة الموصل في غضون ساعتين، فضلًا عما سيقذفه من مواد سامة من جراء مروره على مصافٍ للنفط ونفايات بشرية. واستدرك التقرير: “المناطق السهلية القريبة من السد التي يمكن أن تغرقها مياهه في حالة الانهيار، يسكنها قرابة مليون شخص، بعضهم يعيشون في الخيام نتيجة النزوح من مدينة الموصل، الأمر الذي سيجعل من مهمة وجود مكان آمن بعيدًا عن سيول المياه المتدفقة بالنسبة إلى هؤلاء أمرًا في غاية الصعوبة، ويتوقع الخبراء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أنه في غضون أربعة أيام من انهيار السد، فإن أمواجه يمكن أن تصل إلى بغداد، وبارتفاع يتفاوت ما بين 2-8 أمتار”. الأمم المتحدة توقعت أن يؤدي انهيار سد الموصل إلى تشريد نحو 4 ملايين عراقي، وأن المساعدات حتى تصل إلى هؤلاء فإنها ستحتاج إلى نحو أسبوعين؛ حيث إن انهيار السد سيؤدي إلى تضرر المطارات، والطرق، وشبكات الكهرباء، ومصافي النفط، وحقول القمح.