ثلج ونار :: نازك الملائكة

تسألُ ماذا أقصدُ ؟ لا , دعني , لا تسأل لا تطرقْ بوّابةَ هذا الركنِ المقفل اتركني يحجبُ أسراري سِترٌ مُسدل إنّ وراءَ ستارِ وروداً قد تذبُل إن أنا كاشفتكَ إن عرّيتُ رؤىَ حبّي وزوايا حافلةً باللهفةِ في قلبي فستغضب مني , سوف تثورُ على ذنبي وسيُنبتُ تأنِيبُك أشواكاً في دربي *** هل يَقبلُ ثلجُ عتابكَ قلبي الملتهبِ ؟ أترى أتقبّلُ ؟ لا أغضبُ ؟ لا اضطرابُ ؟ لا ! بل سأثورُ عليكَ سيأكُلني الغضبُ *** وإذا أنا ثُرتُ عليكَ وعكّرتُ الأجواءْ فَسَتُغْضِبُ أَنْتَ وَتَنْهَضُ فِي صَمْتٍ وَجَفَاءْ وَسَتَذْهَبُ يا آدَمُ لَا تَسْأَلُ عَنْ حَوَّاءْ *** وَإِذَا مَا أَنْتَ ذَهَبْتَ وَأَبْقَيْتَ الشوقا عَصْفُورَاً عَطْشَانَا لَا يَحْلُمُ أَنْ يُسْقَى وَإِذَا مَا أَنْتَ ذَهَبْتَ وَأَبْقَيْتَ فماذا يتبقّى ؟ *** لا , لا تسأل.. دعني صامتةً منطويهْ أتركْ أخباري وأناشيدي حيثُ هيَ اتركني أسئلةً وردوداً مُنزويهْ *** يا آدَمُ لَا تَسْأَلُ .. حَوَّاؤُكَ مَطْوِيُّهْ فِي زاوِيَةٍ مِنْ قَلْبِكَ حيرى منسّيه ذَلِكَ مَا شَاءَتْهُ أَقدارٌ مَقْضِيِّهْ آدَمُ مِثْلُ الثَّلْجِ , وَحَوَّاءُ نَارِيّه *** #نازك_الملائكة #حمزة_الاغا